كلمه عن الانبياء
قال
تعالى:
وإن
من أمة إلا خلا فيها نذير [فاطر:24].
لو
أوكل الله البشرية إلى عقولها لضلت.
ولما كان الله سبحانه أرحم بعبيده من
عبيده بأنفسهم اجتبى من البشر رسلا
وأنبياء يبلغون وحي الله إلى الناس
ويعطون الصورة العملية للالتزام فهم
القدوة والمثل.
فما
الرسل والأنبياء؟ وما هي مهمتهم؟ وما
الفرق بين محمد بن عبد الله
وسائر الأنبياء والرسل؟
الرسل
جمع رسول والأنبياء جمع نبي، والنبي:
هو ذكر من بني آدم، أوحى الله تعالى
إليه بأمر، فإن أمر بتبليغه فهو نبي
ورسول، وإن لم يؤمر بتبليغه فهو نبي
غير رسول: وعلى هذا فكل رسول هو نبي
وليس كل نبي هو رسول.
وينبغي
أن تعلم:
أن
الرسل والأنبياء بعثوا بالتوحيد
الخالص لله عز وجل قال تعالى:
وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي
إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون [الأنبياء:25].
والانحرافات
التي حدثت بعد ذلك إنما هي من فعل
الأتباع من أحبار ورهبان سوء بدّلوا
وحرّفوا وغيّروا قال تعالى:
وقالت
اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى
المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم
يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم
الله أنى يؤفكون اتخذوا
أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله
والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا
ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو
سبحانه عما يشركون
[التوبة:30-31].
وعدد
الرسل والأنبياء كما جاء في حديث أبي
ذر
:
قلت
يا رسول الله أي الأنبياء كان أول؟ قال:
((آدم قلت: يا رسول الله أنبي كان؟ قال:
نعم، نبي مكلّم، قلت: يا رسول الله كم
المرسلون؟ قال: ثلثمائة وخمسة عشر جماً
غفيرا)) وفي لفظ:
((كم
وفاء عدد الأنبياء؟ قال: مائة ألف
وأربعة وعشرين ألفا، الرسل منهم
ثلثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً))(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
والإيمان
بهم جميعا ركن من أركان الإيمان والكفر
بأحدهم يعتبر كفرا بالجميع.
وأولوا
العزم من الرسل الذين نوه القرآن
بذكرهم وفضلهم فقال:
فاصبر
كما صبر أولوا العزم من الرسل [الأحقاف:35]. جاء في آية أخرى التصريح
بأسمائهم فقال سبحانه:
وإذ
أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح
وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم
[الأحزاب:7].
فهم
محمد
ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم
الصلاة والسلام.
وأما
مهمتهم:
1-
تبليغ وحي الله للناس: قال تعالى:
ما
كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم
عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان
الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله
يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله
ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم
[آل عمران:179].
وعن
ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي
خرج إلى البطحاء فصعد الجبل فنادى:
((يا
صباحاه، فاجتمعت إليه قريش :فقال
أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو
ممسيكم أكنتم تصدقوني؟ قالوا: نعم، قال:
فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد))(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).
فتأمل
بعض العلماء هذا الموقف حيث صعود النبي
أعلى الجبل فهو يرى ما أمامه وما خلفه
بحكم موضعه في أعلى الجبل وقريش عندما
اجتمعت أمام الجبل لا يرون ما رواء
الجبل بحكم موضعهم أنهم أمام الجبل
فأبصارهم لا تنفذ إلى ما ورواء الجبل.
فلما سألهم رسول الله
أهم يصدقون قوله إن أعلمهم أن وراء
الجبل عدو قالوا: نعم، فقال فإني رسول
الله وقد أطلعني ربي على ما هو غيب
بالنسبة لكم فكان وقوفه
عملية توضيحية لأمر الرسول والرسالة.
2-
الإجابة على الأسئلة الثلاث التي ضلت
البشرية يوم أن وضعت لها الإجابات
البشرية القاصرة الضالة المنحرفة، وهي
كيف جئنا؟ ولماذا جئنا؟ وإلى أين
المصير؟
أ-
كيف جئنا؟ جاءت نظرية داروين بأن مصدر
وجودنا إنما هي الأميبا الحي والصدفة
ونظرية النشوء والارتقاء إلى قرد ثم
إلى إنسان بعد ذلك فإذا كان الأصل أصلا
حيوانيا فلماذا البحث عن الفضائل بعد
ذلك.
وجاءت
إجابة الرسل عن الله أن مصدر الخلق هو
الله:
ولقد
خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه
[ق:16]. وأن الأمر بدأ بخلق آدم عليه
السلام.
وأسجد
الله له الملائكة في حفل عظيم فأي
تكريم للإنسان من الله سبحانه:
وإذ
قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض
خليفة
[البقرة:30].
وإذ
قلنا للملائكة اسجدوا لآدم
[البقرة
:34].
ب-
ولماذا جئنا؟ جاءت نظرية فرويد أن غاية
الوجود إنما هو الجنس وكل قيد على
الجنس يعتبر قيدا باطلا فلا دين ولا
خلق ولا عرف كريم.
وجاءت
إجابة الرسل عن الله أن غاية الوجود
إنما هي العبادة. لله الواحد القهار:
وما
خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون
[الذاريات:56].
ج-
وإلى أين المصير؟
جاءت
نظرية ماركس (لا إله والحياة مادة) فلا
جنة ولا نار ولا حساب ولا عقاب وإنما هي
حياة فقط تنتهي بموتك.
جاءت
الرسل بإجابة عن الله أن المصير إلى
الله وحده حيث يجازى المحسن على إحسانه
والمسيء على إساءته:
وأن
إلى ربك المنتهى